واَمَنَ مِنكُمْ بالنَّبيِّ أولو النُّهَى ... أولو العَدْلِ وَالإنْصَافِ وَالفهْم وَالفِكْرِ
وَكَمْ شَهدَتْ مِنْكُمْ رِجَالٌ بنبلِهِ ... وَأخْلاقِهِ العَليَاءِ عَاطِرَةِ النَّشْرِ
فَهَلا تَأمَّلتمْ بعَينِ بَصِيْرَةٍ ... وَفِكْرٍ مُنِيْرٍ مُنْصِفٍ بَاسِم الثَّغْرِ
وَرَاجَعْتُمُ التَّارِيْخَ فِيْ نَعْتِ أحْمَدٍ ... فإنَّ رَسُوْلَ اللهِ كَالشَّمْس وَالبَدْرِ
مضيئًا مُنِيْرًا هَاديًا وَمُبَشِّرًا ... هَدَانَا بفَضْلِ اللهِ لِلخَيْرِ وَالأجْرِ
وَأنقذنَا مِنْ ظُلمَةِ الظُّلم وَالهَوَى ... بدِيْنٍ قويْمٍ مَنْبَع الصِّدْقِ وَالطُّهْرِ
ألمْ تَقرَإ القرآنَ مُعْجزَةَ الوَرَى ... ألمْ تَسْتَمِع يَوْمًا لاَيٍ مِنَ الذكّرِ
ألمْ تتَأمَّلْ فِيْ ثَنَايَا سُطوْط ... وَمَا حَمَلثهُ الآيُ من سالف الدَّهْر
ففِيْهِ نِظَامٌ شَامِلٌ مُتَكَامِلٌ ... يَفِيْ باحْتِيَاجِ الخَلقِ يَكْفِيْ مَدَى العُمْرِ
وَفِيْهِ عُلوْمُ الأوَّلِيْنَ وَيَنْطَوِيْ ... عَلى كُلِّ آت فِيْ فلاة وَفِيْ بَحْرِ
تَلاهُ رَسُوْلُ اللهِ فِيْ كلِّ مَجْمَعٍ ... وَكَانَ هُوَ الأمِّيّ فِيْ مَعشَرِ الكُفْرِ
فَمَا حَادَ عَنْ آيٍ وَلاَ كَانَ لاحِدًا ... وَلكِنَّهُ وَحْيٌ أَتَى النَّاسَ بالبِشْرِ
فصَدَّقهُ قوْم لِصِدْقِ حَدِيْثِهِ ... وَعَانَدَهُ قوْم فمَاتُوا عَلى الخُسْرِ
وَيَا امَّة الإسْلام أُمَّة أحْمَدٍ ... قِفُوا وَقفة الآسَادِ فالكُفْرُ مُسْتَشْرِيْ
أيَسْخَرُ أهْلُ الكُفْرِ والظُّلم وَالقَذَى ... بسِيِّدِنَا المُخْتَارِ يَا أمَّة الدِّكرِ
ألمْ تَعْلمُوا أنَّ احتِقارَ نَبيِّنَا ... هُوَ الطَّعْنُ فِي التَشْرِيعْ فِي البَطن وَالظَّهْرِ
وَأيُّ حَيَاة وَالشَّرِيْعَةُ تُرْتَمَى ... بسَهْمٍ مِنَ التَشْكِيكِ وَالهُزْء وَالسُّخْرِ
فسُدُّوا عَلى الأعْدَاء بَابَ سَفَاهَةٍ ... وَبُشْرَاكُمُ يَا قوْمُ بالفوْزِ وَالنَّصْرِ
وَصَلوا عَلى طَهَ المُشَفع فِي الوَرَى ... وآلٍ وَأصْحَابٍ شَفَى بَأسُهُمْ صَدْرِيْ