الوَحيُ هلَّ وهلَّ الخيرُ يَعقبُهُ ... النُّورُ والهَديُ والنَّعماءُ والنِّعَمُ

عَزَّت قريشُ بهذا الأمر وافتَخَرَت ... فخرَ المُلوكِ فلا كِندَا ولا لَخَمُ

البَحرُ والبَرُّ في طه سَعادَتُهُم ... الجِنُّ والإنسُ والأحيَاءُ والرِّمَم

إنَّ الحَضارَة بالعَدنانِ مَبدؤُها ... فهوَ المُؤسِّسُ لا عادٌ ولا إرَمُ

وكلُّ خَيرٍ من الإصلاحِ أصَّلَهُ ... في كلِّ أمرٍ فلا قيسٌ ولا هَرمُ

يا سَيِّدَ الناسِ إني اليوم أُعلِنُها ... حَربًا على الشِّركِ فيها الشِّعرُ يَنتَقِم

ما قيلَ فيكَ من المُدَّاحِ مقتَضَبٌ ... ما كان فيكَ يَفيهِ القولُ والكَلِمُ

في مثلِ طه وهَل من مِثلِهِ أحَدٌ ... يَحلو النَّشيدُ ويَحلو الشِّعرُ والنَّغمُ

وكلُّ نَظمٍ به مُستَعذبٌ حَسَنٌ ... فالمَدحُ فيهِ كما الياقوتُ يَنتَظِمُ

فقد أفاضَ أمَيرُ الشِّعر بُردَتَهُ ... تَشيبُ منها نواصِي الشَّعر واللِّمَمُ

وثجَّ من مُعصِراتِ الجَوَى وَدَقًا ... كأنَّهُ دِيمَةٌ مِدرارَةٌ تَثِمُ

نفيسَة سَكَنت أصدَافَ لُؤلُؤةٍ ... إن النّفائِسَ في أصدَافِها التُّوَمُ

كَأنَّها لُجَجٌ مِن فوقِها لُجَجٌ ... وإنَّهَا قِمَمٌ مِن فوقِها قِمَمُ

فما ذكَرتُكَ يا طهَ بقافِيَةٍ ... إلاَّ وقلبيَ والعَينينِ تَختَصِمُ

فما يُفَرَّقُ غَيرَ الدَّمعِ بينَهُما ... يَجريَ سَخِينًا عَلى الخَدَّينِ يَزدَحِمُ

والنَّفسُ بينَهُما مَقهورَةٌ كَمَدًا ... ما بينَ مُعتَرَكِ الأعضاءِ تَلتَطِمُ

يا سَيِّدَ النَّاسِ قسرًا عن أنُوفِهمُ ... إن أخرَجَت أَشَرًا سَاداتِها الأمَمُ

إني أهَابُكَ في قولي وقافِيَتي ... فالشِّعرُ فيكَ مَنيعُ الجَنبِ معتَصِمُ

أقسَمتُ باللهِ لا أنفَكُّ ممتَدِحًا ... لا يشفَعُ الفِعل إن لم يَشفعِ القسَمُ

حُبًّا إليكَ رَسولَ اللهِ قافِيَتِي ... والحُبَّ يُنجِي وَبَعضُ الحُبِّ ما يَصِمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015