بَزَغَتْ ولكن في جَبينِ محمدٍ ... شمَسٌ تدلُّ على سَناهُ الأنور
فتهلَّلت بِشرًا ملائكةُ السما ... في يومِ مَولِدِه العظيمِ الأكبرِ
أمحمدُ ولأَنت أرفعُ رتبةً ... مِن كلِّ سامٍ في الورى ومُوقَّرِ
إني لأَعجِزُ عن مديحِك عالِمًا ... أني أعودُ بصفقةِ المتحيِّرِ
أطلعتَ شمسَك فاختفت وتضاءلَتْ ... كلُّ النجومِ وسال ذَوبُ المرمرِ
وملأتَ أفئدةَ الخصومِ بحِكمةٍ ... فيَّاضةٍ وبَهَرتَ كلَّ منكَّرِ
وشَقَقْتَ جِلبابَ الظلامِ بصارمٍ ... تجلُو مضاربُه ضَبابَ العَثْيَرِ
وبَذَلْتَ نفسَك للصوارمِ والقَنا ... بين الجحافلِ في العِجاجِ الأكدرِ
نفسٌ بشامخةِ النجومِ مُهمَّةٌ ... أزْرَتْ بسابقه العِتاقِ الضُّمَّرِ
فُرقانُه كالشمسَ يَسطعُ في الضحى ... وحديثُه كضياءِ بَدرٍ مُقمِرِ
ذو طَلعةٍ رَدَّت ظلامَ زمانِه ... صُبْحًا بمثلِ ظلامِ ماضي الأعصُرِ
لو شئتَ نَظْمَ فرائدَ مِن نثرِه ... أعيَتْ وضاق بها مِدادُ الأبحُرِ
° وُلد في "حلب" 1858، وتُوفي في "حمص" 1941، عُضوُ المجمع العلمي في دمشق، وصديقُ إبراهيم اليازجي، له مؤلَّفاتٌ عدَّةٌ، منها "أدباء حلب ذَوُو الأثر"، وهو شاعرٌ معروفٌ وكاتبٌ لا يُنكرُه أحد، وقد نَشرت له "مجلةُ الفتح" التي تَصدُر في القاهرة عام 1930 ما يلي: "إذا كان سيِّدُ قريشٍ نبيَّ المسلمين ومؤسسَ دينهم، فهو أيضاً نبي العرب ومؤسسُ جامعتِهم القومية، وكما أنه منَ الحُمق والمكابرةِ أن نُنكرَ ما لسيدِ قريش مِن بعيدِ الأثرِ في توحيدِ اللهجاتِ العربية، وقتلِ العصبياتِ الفرعيةِ