يَدْروا- إلى ما يشبِهُ الوثنيةَ، وكانوا يَحلِفون -في أمورِهم الخاصةِ والعامة- بالصورِ والآثارِ الدينيةِ التي كانت تَملأُ بالخِزي كنائسَ الشرق، وبَدَتْ أسرارُ التثليثِ والتجسُّدِ في تناقض مع توحيد الله، فالمعنى الواضح لذلك هو القولُ بثلاثةِ آلهةٍ متساوية، وتحويلُ الإنسانِ "يسوع" إلى جَوهرِ ابنِ الله، وكانت كل طائفةٍ من الطوائفِ الشرقيةِ في هَوَس بالغ مِن أجل الإقرار بأن جَميعَ مَن عداها من المسيحيين يستحقون اللَّومَ والخِزْيَ بسببِ وثنيتهم وشِركِهم (?).

° إن عقيدةَ محمدٍ خاليةٌ من الشكِّ أو الغموض، والقرآن شهادةٌ مجيدةٌ على وحدانيةِ الله، ومِن الهند حتى مراكشَ يَشتهر المهتدون إلى دِينه باسم "الموحدين"، وقد انزاح خطر الوثنيةِ بتحريم الإسلام للصور.

إن مواهبَ محمدٍ تجعلنا نَكيل له المديحَ، إلاَّ أن نَجاحَه ربما كان هو الذي جَذَب بقوةٍ انتباهَنا إليه، وإن ما يَستحق إعجابَنا ليس انتشارَ ديانته، وإنما استمراريتُها (?)، إنَّ نَفْسَ الانطباع النَّقِيِّ الكامل الذي حَفَره في الأذهانِ في مكةَ والمدينةِ لا يزالُ مَصونًا إلى اليوم -بعد انقضاءِ اثنَيْ عَشَرَ قَرْنًا- عند الذين اهتَدَوا بالقرآن من هنودٍ وأفارقةٍ وتُرْكٍ، ولو عاد الرسولانِ المسيحيانِ -القدِّيس بطرس، والقديس بولس- إلى الفاتيكان اليومَ، فلربَّما تساءلاَ عمَّ يكون ذلك الإلهُ الذي يَعبدونه بمِثل تلك الطقوسِ التي تكتنفها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015