وُلد "إدوارد جيبون" في إنجلترا عام 1737، كان عضوًا في البرلمان، وقد بدأ حياتَه الأدبيةَ عام 1761، وظَهر الجزءُ الأولُ من مُصنَّفه الضخم "انحدار الإمبراطورية الرومانية وسقوطها عام 1776، ثم استَكمل بقيةَ الأجزاء حتى ظَهر آخِرُها عام 1788، وقد تُوفي في لندن عام 1794.
أفرَدَ "إدوارد جيبون" البابَ الخمسينَ من كتابه "انحدار الإمبراطورية الرومانية وسقوطها"، للحديث عن الإسلام، وقد كَتب مُصنَفه هذا في عصرِ حروبِ وتوسع استعماري، ووَسَطَ مخارفَ تجتاحُ أوربا من قوةِ الإسلام المتمثلةِ آنذَاك في الإمبراطورية العُثمانية التي كانت قد تَوسعت في بلادٍ أوربيةٍ كثيرة، فاحتَفَت شِبْهَ جزيرةِ "البلقان"، وهَددت إيطاليا والفاتيكان، وأخضعت المَجَرَ، وحاصرت فِيينَا عام 1663.
° فكان الخوفُ من الإسلام هو الشغلَ الشاغلَ لصانِعي القرارِ في الغرب، وكانت محاولاتُ التشويهِ ونَشرِ الأكاذيبِ حولَ الإسلام ونبيه هي السلاح الرخيصَ في أيديهم، ولم يستطع "جيبون" التخلُصَ من أَسرِ الأفكارِ الشائعةِ حولَ الإسلام ونبيه- مِثلَ كثيرٍ غيرِه-، ومع ذلك، فهذا بعضُ ما كتبه: "إن عبقريةَ النبي العربي، وسلوكياتِ أُمتِه، ورُوحَ ديانتِه، كل ذلك يتضمَّنُ أسبابَ انحدارِ الإمبراطوريةِ الرومانيةِ الشرقيةِ وسقوطِها، وإن أنظارَنا لَتتجِهُ في دهشةِ نحوَ واحدةٍ من أكبرِ الثوْراتِ الجديرةِ بالذكرِ في العالَم، والتي طَبعت بعمقٍ أثرًا جديدًا وخالدًا في أُمم الأرض.
° إنَّ مسيحيي القرنِ السابع (عند ظهور الإسلام) قد ارتدُّوا -دون أن