المثقَّب العَبْدي:

فَإمَّا أن تكونَ أخي بصدْقٍ ... فأعرفُ منكَ غثِّي من سَمِيني

وإلا فاطَّرِحْنِي واتَّخِذْني ... عَدُوًّا أتَّقيك وتتَّقيني

كان هؤلاء العلمانيُّون يَظْهرون في أثوابٍ متباينةِ الأشكال، فقد يَلْبَسون لُبوسَ "اليسار الثوري"، وقد يَلبَسُون لبوس "اليمين الليبرالي"، وقد يتحلَّون بعباءة "القوميَّة العربية"، وقد يَبدُون في أثوابٍ أُخَرَ، ولكنَّهم جميعًا شركاءُ في الجُرأةِ على الله -تباركت أسماؤه-، وفي التعالُمِ عليه جَلَّ عُلاه، والاستدراكِ على شرعه! فهم يَزعُمون أنهم أعلمُ من الله بخَلْقِه، وأبرُّ منه بعبادِه، وأنه تعالى حين شَرعَ لهم ما شَرعَ لم يكن يَدرِي ما يَحدثُ لهم من تطوُّرات، وما يَجرِي عليهم من أحداث، فهم لذلك يرفضون حُكمَه، وحُكمَ رسولِه، ولا يرتَضُون مَرجعيَّةَ الإِسلامِ فيما شَجَر بينهم".

* مؤتمر "الثقافة العربية" بالقاهرة، "نحو خطاب ثقافي عربي - من تحديات الحاضر إِلى آفاق المستقبل" في 3/ 7/ 2003:

هذا المؤتمر المشبوهُ النَّكِد هو مُؤتمرُ ترحيلِ الإِسلام واستباحتُه الذي عَقَدته وزارةُ الثقافة المصرية بمقر المجلسِ الأعلى للثقافة، وحَشَدت له نحوَ سبعين ومئةٍ من المثقَّفين العرب والمصريين، معظمُهم من الشيوعيِّين وبعضِ الليبراليين على مدى ثلاثةِ أيامٍ -من الأول إلى الثالث من يولية- تطاوَلَ الأقزامُ واستباحوا الإِسلام، وعَبَروا مرحلةَ الخِداع والمداراة إلى مرحلةِ المباشرة والفجور .. وكان المؤتمر حَربًا ضروسًا على الإِسلام -أصولِهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015