وَنقل عَن هِشَام أَنه أجَاز زيد ضربت فِي الِاخْتِيَار هَكَذَا نقل أَبُو حَيَّان وَنقل ابْن مَالك عَن الْبَصرِيين الْجَوَاز فِي الِاخْتِيَار وَعَن الْكُوفِيّين الْمَنْع إِلَّا فِي الشّعْر وَالله أعلم الثَّانِيَة إِذا حذف الْمَفْعُول نوي لدَلِيل عَلَيْهِ نَحْو {فَعَالٌ لِمَا يُرِيدُ} [هود: 107] أَي لما يُريدهُ وَقد لَا يَنْوِي إِمَّا لتضمين الْفِعْل الْمُتَعَدِّي معنى يَقْتَضِي اللُّزُوم كَمَا يضمن اللَّازِم معنى يَقْتَضِي التَّعْدِيَة كتضمن (أصلح) معني (الطف) فِي قَوْله تَعَالَى {وَأصْلح لي فِي ذريتي} [الْأَحْقَاف: 15] أَي ألطف بِي فيهم وَإِمَّا للإيذان بالتعميم نَحْو {يُحيِ وَيُمِيتُ} [الْبَقَرَة: 258] يُعْطي وَيمْنَع ويصل وَيقطع وَإِمَّا لبَعض الْأَغْرَاض السَّابِقَة فِي حذف الْفَاعِل كالإيجاز فِي {واسمعوا وَأَطيعُوا} [التغابن: 16] والمشاكلة فِي {وَأَن إِلَى رَبك الْمُنْتَهى وَأَنه هُوَ أضْحك وأبكى} [النَّجْم: 42، 43] وَالْعلم فِي {فَإِن لم تَفعلُوا وَلنْ تَفعلُوا} [الْبَقَرَة: 24] وَالْجهل فِي قَوْلك ولدت فُلَانَة وَأَنت لَا تَدْرِي مَا ولدت وَعدم قصد التَّعْيِين فِي {وَمن يظلم مِنْكُم نذقه عذَابا} [الْفرْقَان: 19] والتعظيم فِي {كتب الله لأغلبن أَنا ورسلي} [المجادلة: 21] وَالْخَوْف فِي أبغضت فِي الله وَلَا تذكر المبغوض خوفًا مِنْهُ الثَّالِثَة إِذا حذف الْمَفْعُول بعد (لَو) فَهُوَ الْمَذْكُور فِي جوابها غَالِبا نَحْو {وَلَو شَاءَ رَبك لآمن من فِي الأَرْض} [يُونُس: 99] أَي وَلَو شَاءَ إِيمَان من فِي الأَرْض {لَو يَشَاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} [الرَّعْد: 31] أَي لَو يَشَاء هدى النَّاس وَقد لَا يكون كَذَلِك كَقَوْلِه تَعَالَى {قَالُوا لَو شَاءَ رَبنَا لأنزل مَلَائِكَة} [فصلت: 14] فَإِن الْمَعْنى لَو شَاءَ رَبنَا إرْسَال الرُّسُل لأنزل مَلَائِكَة بِقَرِينَة السِّيَاق الرَّابِعَة تزاد الْبَاء كثيرا فِي مفعول عرفت وَنَحْوه وَمِمَّا زيدت فِيهِ الْبَاء فِي الْمَفْعُول نَحْو {وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} [الْبَقَرَة: 195] {وهزي إِلَيْك بجذع النَّخْلَة} [مَرْيَم: 25] {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} [الْحَج: 15]