- فإن العبد إذا مرّن نفسه وقلبه على التفهم والتدبر والخشوع والخضوع في الصلاة انغرست في قلبه خشية الله ومحبته والرغبة فيما لديه، لم تفارقه هيبة خالقه في جميع أحواله وأعماله.
- فإذا سولت له نفسه أمرًا أو زين الشيطان له سوءًا تبرأ منهما قائلاً إني أخاف الله رب العالمين.
- قال القاضي عياض: وذكر الله تعالى ضربان: ذكر بالقلب وذكر باللسان وذكر القلب نوعان:
- أحدهما: وهو أرفع الأذكار وأجلها: الفكر في عظمة الله تعالى وجلاله وجبروته وملكوته وآياته في سمواته وأرضه.
- والثاني: ذكره بالقلب عند الأمر والنهي فيتمثل ما أمر به ويترك ما نهى عنه ويقف عما أشكل عليه
- وأما ذكر اللسان مجرداً فهو أضعف الأذكار ولكن فيه فضل عظيم كما جاءت به الأحاديث.
- ثمرة ذكر الله تعالى: إن ذكر الله عز وجل، يحيي في نفوسهم استشعار عظمة الله، وأنه على كل شيء قدير، وأنه الحي القيوم الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا ولايؤوده حفظهما فحينها يشعر الذاكر بالسعادة وبالطمأنينة يغمران قلبه وجوارحه (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
- إنه الله جل جلاله: قال ابن القيم: من أعجب الأشياء:
- أن تعرف الله ثم لا تحبه.
- وأن تسمع داعي الله ثم تتأخر عن الإجابة.
- وأن تعرف قدر الربح في معاملة الله ثم تعمل لغيره.
- وان تعرف قدر غضب الله ثم تتعرض له.
- وأن تذوق ألم الوحشة في معصيت الله ثم لا تطلب الأنس بطاعته
- وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته.
- وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه.
- وأعجب من هذا علمك انك لابد لك منه وانك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض وفيما يبعدك عنه راغب. أهـ بتصرف
- أعجب الأشياء: قيل للفضيل بن عياض: ما أعجب الأشياء؟ قال: أن تعرف الله ثم تعصيه.