قد يحارب الطاغية من كان عوناً له بالأمس، ولا يخدعنك حربه له، فلو استطاع أن يكون طاغية مثله لظل له وفيًّا.
في الطغاة صغار وكبار؛ وصغار الطغاة شر من كبارهم، وفيهم حقراء وعظماء؛ وحقراء الطغاة يستحقون الشفقة والرثاء أكثر من عظمائهم.
الطغاة يصنعون الأوهام في عقول الأمة، لتستسيغ وَهْمَ عظمتهم، وما يستسيغها إلا سفهاء الأحلام، ومن ثمة كان جل أنصار الطغاة من الأطفال والنساء والسخفاء.
أكثر الناس ضحكاً على الطاغية في قرارة أنفسهم هم المنتفعون منه، ويوم يزول يكونون أكثر الناس لعناً له؛ إلا أن يكون فيهم ذمّاء من الوفاء والحياء، وقلَّ أن يكون عند أعوان الطغاة أثر منهما.
أكبر عقاب للأمة المتخاذلة: وجود الطاغية بينها.