من بكى ممن تباكى.
حكم الطغيان يكشف الدناءة المستورة، والحقارة المغيّبة، كما يكشف الرجولة المغمورة، والفضيلة المهجورة.
عبيد الطاغية يدافعون عنه؛ إبقاءً على حياتهم لا على حياته.
لا يتهافت على فتات عهد الطاغية؛ إلا الذين لا يجدون ما يأكلون في عهود الحرية، ولا يعتز بالسير في ركاب الطاغية؛ إلا الذين تدوسهم مواكب الأحرار.
لا تعجب من مغمورين سلط الطاغية عليهم الأنوار أن يحرقوا له البخور، ويمشوا بين يديه بالمزمار؛ فلولاه لظلوا في الظلام مغمورين ليس لهم نهار، إذا الأحرار كان لهم نهار.
لا يخاف الطاغية من شيء كما يخاف من الحقيقة، ولذلك لا يعتمد على شيء كما يعتمد على الكذب والتمويه، ولا يكره شيئاً كما يكره الصدق والصراحة.