هذه مفاهيمنا (صفحة 47)

لله عباداً لا نراهم. وقد جرب ذلك" ... رواه الطبراني ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، إلا أن يزيد بن علي لم يدرك عتبة." انتهى كلامه.

والكلام عليه من أوجه:

الأول: ما وقع في نقله من التحريفات، فمنها: أنه جعل قوله: "وقد جرب ذلك" من كلام رسول الله، إذ أدخله بين الحاصرتين وهو ليس من كلامه، إنما من قول بعض الرواة المتأخرين كما سيأتي.

ومنها: أن (يزيد) محرفة وصوابها زيد بن على، كما هو في معجم الطبراني.

الثاني: الحديث رواه الطبراني في "معجمه الكبير" (17/117) ، من طريق أحمد بن يحيى الصوفي ثنا عبد الرحمن بن شريك1 حدثني أبي عن عبد الله بن عيسى عن زيد بن علي عن عتبة بن غزوان مرفوعاً.

قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار": "أخرجه الطبراني بسندٍ منقطع" اهـ.

ويقال: ومع الانقطاع ففي إسناده كلامٌ من وجهين:

1- عبد الرحمن بن شريك: قال أبو حاتم: واهي الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ، ذكر ذلك ابن حجر في "تهذيب التهذيب"، ولم يذكر سوى هذين القولين.

2- شريك والد عبد الرحمن هو ابن عبد الله النخعي القاضى المشهور، قال الحافظ في "التقريب": "صدوق، يخطئ كثيراً، تغير حفظه منذ ولي قضاء الكوفة، وكان عادلاً فاضلاً عابداً، شديداً على أهل البدع" اهـ.

فاجتمع في هذا الإسناد ثلاثُ آفات: الانقطاع، وضعف عبد الرحمن، وضعف شريك. فالإسناد ضعيف بيقين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015