هذه مفاهيمنا (صفحة 169)

أقول: جواب الشرط لم يذكره، والعبارة ركيكة، وأما رده عقيدة السلف والعلماء، فهو مردود عليه؛ لأنه -كما سبق- ينفي شرك التصرف ظاهراً، ويقع في شرك القربى والزلفى. وأبطال دعواه فُصّل فيما كتبته عليها.

ثم تكلم الكاتب على حديث رواه الطبراني في " معجمه الكبير " 1 أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال أبو بكر الصديق: قوموا بنا لنستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله ". ساقه هكذا الكاتب.

ثم قال في معناه ص101:

" فلا بد من تأويله بما يناسب عمومات الأحاديث لينتظم شمل النصوص، فنقول: إن المراد بقوله: ذلك هو إثبات حقيقة التوحيد في أصل الاعتقاد، وهو أن المغيث حقيقة هو الله تعالى والعبد ما هو إلا واسطة في ذلك" اهـ.

أقول:

ما أجرأ الكاتب على عسف الأحاديث، فإن أبا بكر -رضي الله عنه- هو الصديق أول المؤمنين وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار، وفضائله وسبقه مشهور، أفيظن به أنه يحوم على خاطره استقلال الرسول صلى الله عليه وسلم بالإغاثة؟ ! هل يجوّز مسلم أن يأتي على ذهن أبي بكر أن إغاثة الرسول -عليه الصلاة والسلام- مستقلة؟ ! هذا ما قرره كاتب المفاهيم، وفي حمل الحديث على ما حمله عليه من هذا المعنى الباطل نسبة الصديق إلى غاية الضلال، وهو الشك في خالق الأسباب المتفرد بها، يالها من معانٍ سيئة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015