هذه مفاهيمنا (صفحة 124)

فصل:

قال صاحب المفاهيم ص 16:

" ولا شك أن المجاز العقلي مستعمل في الكتاب والسنة" انتهى.

أقول: قال القزويني في " الإيضاح في علوم البلاغة " ص 28-29 بعد سياق حد المجاز العقلي وأمثلته: " واعلم أنه ليس كل شيء يصلح لأن تتعاطى فيه المجاز العقلي بسهولة، بل تجدك في كثير من الأمر تحتاج إلى أن تهيء الشيء، وتصلحه له".

ثم قال: "وأنكر السكاكي وجود المجاز العقلي في الكلام" اهـ.

وهذا الكلام من شيخ البلاغة القزويني يبطل أن تبرر أقوال عبدة القبور بالمجاز العقلي، إذ استعماله وتعاطيه ليس سهلاً، خاصة في الأمور الشرعية، وأعلاها الكفر والإيمان.

وأما في قول أديب أو شعر شاعر فيتعاطى مع شيء من العسر، والسكاكي وهو من هو أنكر وجوده في الكلام، وهو وإن كان يسميه تسمية أخرى، فإخراج التسمية يبعد شيئاً من تطبيقاتها.

وما من شك في أن أولئك المستغيثين بعباد الله الصالحين ممن وارتهم القبور لم يحم حول خاطرهم معنى المجاز العقلي، بل ولا عرفوه ولا سمعوا به والقول بالمجاز العقلي عند من أجازه مقترن بقصد المتكلم به، أما من لم يحم حوله له بال فما يخرج قولهم عليه.

وقد اختلف العلماء في وقوع المجاز أصلاً في اللغة، وفي القرآن، فنفى جماعة من محققي العلماء وقوعه في اللغة: منهم أبو إسحاق الإسفرائيني،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015