للجوهر الإنسي، صحبته النعمة الإلهية، وحلت فيه بالمحبة والمشيئة، ولذلك سمي «ابن اللّه» ويقولون: إن اللّه جوهر قديم واحد، وأقنوم واحد، ويسمونه بثلاثة أسماء، ولا يؤمنون بالكلمة، ولا بروح القدس. وهي مقالة «بولس الشمشاطي» بطريرك أنطاكية وأشياعه وهم «البوليقانيون».ومنهم من كان يقول: إنهم ثلاثة آلهة لم تزل: صالح، وطالح، وعدل بينهما. وهي مقالة «مرقيون» اللعين وأصحابه! وزعموا أن «مرقيون» هو رئيس الحواريين وأنكروا «بطرس».ومنهم من كانوا يقولون بألوهية المسيح. وهي مقالة «بولس الرسول» ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا (?)

وقد اختار الإمبراطور الروماني «قسطنطين» الذي كان قد دخل في النصرانية من الوثنية ولم يكن يدري شيئا من النصرانية! هذا الرأي الأخير وسلط أصحابه على مخالفيهم، وشرد أصحاب سائر المذاهب وبخاصة القائلين بألوهية الأب وحده، وناسوتية المسيح.

وقد ذكر صاحب كتاب تاريخ الأمة القبطية عن هذا القرار ما نصه: «إن الجامعة المقدسة والكنيسة الرسولية تحرم كل قائل بوجود زمن لم يكن ابن اللّه موجودا فيه. وأنه لم يوجد قبل أن يولد. وأنه وجد من لا شيء. أو من يقول: إن الابن وجد من مادة أو جوهر غير جوهر اللّه الآب. وكل من يؤمن أنه خلق، أو من يقول: إنه قابل للتغيير، ويعتريه ظل دوران».

ولكن هذا المجمع بقراراته لم يقض على نحلة الموحدين أتباع «آريوس» وقد غلبت على القسطنطينية، وأنطاكية، وبابل، والإسكندرية، ومصر.

ثم سار خلاف جديد حول «روح القدس» فقال بعضهم: هو إله، وقال آخرون: ليس بإله! فاجتمع «مجمع القسطنطينية الأول» سنة 381 ليحسم الخلاف في هذا الأمر.

وقد نقل ابن البطريق ما تقرر في هذا المجمع، بناء على مقالة أسقف الإسكندرية: «قال ثيموثاوس بطريك الإسكندرية: ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح اللّه. وليس روح اللّه شيئا غير حياته. فإذا قلنا إن روح القدس مخلوق، فقد قلنا: إن روح اللّه مخلوق. وإذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015