الإنسان، ولها مثل خصائصه من كونها محدودة المدى وقابلة للخطأ والصواب، والتعديل والتبديل ..

على أن الوسيلة التي يصل بها الإنسان إلى أية نتيجة هي التجربة والقياس. فهو يجرب، ثم يعمم النتيجة التي يصل إليها عن طريق القياس والقياس - باعتراف العلم وأهله - وسيلة تؤدي إلى نتيجة ظنية ولا يمكن أبدا أن تكون قطعية ولا نهائية. والوسيلة الأخرى - وهي التجربة والاستقصاء بمعنى تعميم التجربة على كل ما هو من جنس ما وقعت عليه التجارب في جميع الأزمنة وفي جميع الظروف - وسيلة غير مهيأة للإنسان.

وهي إحدى الوسائل الموصلة إلى نتائج قطعية. ولا سبيل إلى نتيجة قطعية وحقيقة يقينية إلا عن طريق هدى اللّه الذي يبينه للناس. ومن ثم يبقى علم الإنسان فيما وراء ما قرره اللّه له، علما ظنيا لا يصل إلى مرتبة اليقين بحال! على أن «الغيب» ضارب حول الإنسان فيما وراء ما يصل إليه علمه الظني ذاك ...

هذا الكون من حوله .. إنه ما يزال يضرب في الفروض والنظريات حول مصدره ونشأته وطبيعته وحول حركته، وحول «الزمان» ما هو وحول «المكان» وارتباطه بالزمان وارتباط ما يجري في الكون بالزمان والمكان.

والحياة. ومصدرها. ونشأتها. وطبيعتها. وخط سيرها. والمؤثرات فيها. وارتباطها بهذا الوجود «المادي»! إن كان هناك في الكون مادة على الإطلاق ذات طبيعة غير طبيعة «الفكر» وغير طبيعة الطاقة على العموم! «والإنسان» ما هو؟ ما الذي يميزه من المادة؟ وما الذي يميزه عن بقية الأحياء؟ وكيف جاء إلى هذه الأرض وكيف يتصرف؟ وما «العقل» الذي يتميز به ويتصرف؟ وما مصيره بعد الموت والانحلال؟ ..

بل هذا الكيان الإنساني ذاته، ما الذي يجري في داخله من تحليل وتركيب في كل لحظة؟ وكيف يجري؟ (?) ..

إنها كلها ميادين للغيب، يقف العلم على حافاتها، ولا يكاد يقتحمها، حتى على سبيل الظن والترجيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015