وفي جماد الأول توقّفت أحوال الناس في المبيعات والصرف، وكسد الدينار الإفرنتي وكثر في الأيدي، وتسفّه فاختشى الناس / 393 / من انحطاط سعره (?).
وفيه غلت البزورات لأجل الزرع، وتعطّلت الكثير من الأراضي لاتساع ماء النيل لكثرة زيادته، وعجز الفلاّحين عن الزّرع، سيما أهل الصعيد لدمار أهلها موتا وجوعا وبردا، وباعوا أولادهم كابتياع النسايا (?)، ووطيت الجواري منهنّ بمندوحة تلك (?) الثمن، وهلك في هذه السنة والتي قبلها من أهل مصر نحوا (?) من الثلثين، ودمّرت أكثر قراها (?).
وفيه كثر تحاسد أهل الدولة سيما الأمراء، وتدابرهم، وصارت الإشاعات فأشبه بثوران الفتن.
وفي جماد الآخر انقطع عدّة من الأمراء عن حضور الخدمة، واستوحش السلطان منهم، وذلك بسبب إينال باي بن قجماس قريب السلطان وزوج أخته الخوند بيرم وأميراخور، وكان في غرضهم إشارة (?) من باب السلسلة، وإعطاء الأمير اخورية لجركس المصارع، كل ذلك بتدبير يشبك وعصبته. وقام السلطان في الصلح فما اتّفق ذلك. وركب يشبك وأخذ مدرسة الناصر حسن، وأظهر المخالفة، ووقعت أمور وحرب كثيرة دامت بين السلطانية ومعه الأتابك بيبرس، وإينال باي واليشبكية (?)، ومعه جماعة كبيرة، منهم تمراز أمير سلاح، وسودون الحمزاوي، وجركس المصارع، وآخرين (?).
ثم آل الأمر إلى فرار يشبك ليلا إلى جهة الشام، ونهبت أصحابه قطيا، ومرّ إلى