وفيه قام العزّ عبد العزيز البغدادي الحنفي قاضي القدس على الشهاب بن الباعوني خطيب القدس، فتقلّد بسيف، ووقعت بالمسجد الأقصى، فاجتمع إليه الناس، فقال بأعلا (?) صوته: اشهدوا عليّ بأنه حكم بزندقة ابن (?) الباعوني، ومنع الناس من الصلاة خلفه. فبعث الباعوني من سأله عن مستنده في حكمه، فأجاب بأنه سمعه يقول إنه رأى - أعني الباعوني - في منامه النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يقبّل يده، فأخذ الباعوني في استفتاء علماء البيت المقدس عن ذلك، فأجابوا بأنّ ذلك لا يقتضي كفرا ولا زندقة. فخرج الباعوني إلى دمشق وشكاه لنايبها شيخ، فكتب بإحضاره للحكومة، وبلغ العزّ ذلك، ففرّ هاربا إلى بغداد (?).
وفيه أخذ قاع النيل فجاء دراع واحده (?) وعدّة (?) أصابع، وكان قد احترق جدّا بحيث قلّت جريته الماء (?)، وخاض الناس البحر من مصر إلى الجيزة (?).
* * *
وكانت هذه السنة أول سنيّ الحوادث والمحن التي ابتدأ فيها خراب ملك مصر وفني معظم أهلها، واتّضع حالها، واختلّت أمورها، وأذن ذلك بدمارها، وتسلسل الأمر إلى أيامنا هذه، ولله الأمر (?).