مدّة انقطعوا عن الخدمة لكثرة التنافر الحاصل بينهم وبين سودون.
فلما كان ثاني شوال هذا كانت الحرب بينهم، وأنزل السلطان إلى الإسطبل ومعه سودون طاز، وبعث جماعة ليكبسوا على نوروز بداره فركب ووقعت معركة قتل فيها جماعة، وجرح سودون من زاده وأسر.
ثم بعث السلطان بالخليفة والقضاة إلى نوروز في طلب الصلح، وكان ذلك مكيدة من سودون فإنّ شوكة نوروز وجكم كانت قويّة، ووقع الصلح، وصعد نوروز إلى القلعة وخلع عليه، ثم بعد ذلك بأيام صعد جكم أيضا. واختفى قانباي، وقرقماس فأمر السلطان أن يكون قانباي نائب حماه، وقرقماس حاجب دمشق، فلم يظهرا، واتّهم بهما جكم. وركب جكم ومعه جماعة على هواه وساروا إلى بركة الحبش، وعادت الفتنة. وركب نوروز أيضا وسودون من زاده، وتمربغا المشطوب، ولحقوا بجكم. وركب السلطان في عسكره، وخرج من باب القرافة إلى قتالهم، وآل الأمر إلى كسر نوروز وجكم، وهزمها، بل حمل إلى سجن الإسكندرية، وكذا جكم قبله (?).
وفيه قرّر شيخ المحمودي في نيابة الشام، وخرج إليه التقليد والتشريف، عوضا عن أقبغا الأطروش (?).
وفي ذي قعدة فرّق السلطان أقاطيع الأمراء الذين قبض عليهم من الأمراء التي (?) بمصر، وكانوا جماعة (?).
وفيه وصل: أقباي، وقطلوبغا الكركيان، وجركس المصارع من سجن إسكندرية (?).