وفي ربيع الأول علّق جاليش سفر السلطان إلى لقاء تمرلنك (?).
وفيه وصل كتاب تمرلنك إلى قضاة هذه المملكة والمشايخ والأمراء فيه التهديد إن لم يبادروا بطاعته ويضربوا السكة باسمه ويقيموا له الخطبة. وذكر ما فعل ببلاد الهند وغيرها (?).
وفيه سارت العساكر الشامية إلى حلب، وبعث تمرلنك رسوله إلى نائبها يأمره بطاعته، ويبقى على ما هو فيه ويبعث له / 364 / نائب الشام مقبوضا عليه، وكلّمه الرسول بكلمات يقال إنها من تنميق تمرلنك لأجل اختلاف كلمة العساكر، فحنق منه وأمر به فضربت عنقه، وبلغ تمرلنك فزحف على حلب في يوم عاشره، وجرت حروب وكروب، ونقل أهل حلب ما يخافون عليه إلى قلعتها من المال والحرم. وآل الأمر بعد القتال الشديد وهلاك العباد إلى أخذ حلب، ثم قلعتها، ووقع السيف في الناس ونهب أموالهم، وتخريب ديارهم، وقتل أطفالهم، وسبي حريمهم، وأبكارهم، وافتضاد الأبكار في الجامع والشارع جهارا من غير احتشام، وأحرقوا الكثير من دور حلب، وفرّ العساكر والنواب إلى القلعة وتحصّنوا بها وما أفاد ذلك، فإنه ملكها بعد ذلك، وكانت القتلى بحلب لا تحدّ ولا تعدّ، حتى صار التمرية يعملون من روس القتلى القلاع والمنائر المرتفعة، وكانت زيادة على العشرين ألف رأس، وتعطّلت من الأذان وإقامة الصلوات (?).
[1022]- وفيه مات صاحب اليمن، السلطان الملك الأشرف، إسماعيل بن عباس بن علي بن داود بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول (?) التركمانيّ الأصل.