وفيه (في) (?) يوم الجمعة رابع عشرينه والناس في انتظار صلاة الجمعة بالجوامع قامت هجّة كبيرة ارتجّت (منها) (?) القاهرة، وجرى على لسان الخلق بأنّ الأمراء والمماليك قد ركبوا، فغلّقت أبواب الجوامع، واختصر الخطباء وأوجزوا في الصلاة، ولم يخطب في بعض الجوامع بل ولا صلّي في بعض أيضا، وخرج الناس في ذعر، وأغلقت الأسواق، وتكالب الناس على الخبز. ثم ظهر أنّ أصل ذلك من مملوكين تخاصما، فنفر من ذلك حمار مربوط في دكّة من خشب، فجفلت خيول من بالجامع الشيخوني.
وكان الناس في ظن سوء لما كان يظهر من الاختلاف بين سودون طاز أمير اخور، وبين يشبك الشعباني الدوادار / 362 / فتوهّموا أنهما عزما على الركوب وركبا، وطار هذا الخبر إلى أقاصي القاهرة، وتشغب الزعر حتى نودي بالأمان (?).
وفيه ظهرت نار بالمسجد الحرام، وكانت عظيمة، تهدّم منها جانبا (?) منه، وتكسّرت عدّة أساطين رخام، بل صار بعضها كلسا (?).
وفي ذي قعدة وصل الخبر بأن أحمد بن أويس صاحب بغداد أخرج منها فصار إلى قرا يوسف صاحب الموصل وعاد به معه، وقاتل أهل بغداد. وكانت الحروب صعبة، وانهزم ابن (?) أويس، فوصلا إلى شاطىء الفرات. وخرج العسكر الحلبي، ووقع بينه وبين [ابن] (?) أويس حرب قتل فيها خلق، وأسر دقماق نائب حماه، ثم خلّص (?).