بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
/ 2 أ / [مقدمة المؤلف]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الذي أعزّ دول الإسلام بين الأنام على الدوام بعزّة الإيمان، والصلاة والسلام على مولانا وسيّدنا محمد خير الأنام، ومصباح الظلام، الذي شيّد بناء الدين حتى علا واستبان. وعظم ملك أمّته من بعده بعظمة حزبه وجنده، وحقارة عدوّه وضدّه. حتى ذلّت لهم الملوك الأكاسرة، والقياصرة الجبابرة، ذوي (?) التيجان.
والرضى عن جملة آله وأصحابه، سيما الخلفاء الأربعة: ذوي الآراء المتّبعة، والسير الحسنة المرضيّة المبدعة. وعن تابعيهم والتابعين لهم بإحسان.
فإنّ المختصر في التاريخ المسمّى ب «دول الإسلام» للحافظ، العلاّمة، الإمام، الشيخ شمس الدين الذهبي، تغمّده الله برحمته ورضوانه، وأباحه بحبوحة جنانه، مختصرا أنيقا لطيفا، ومجموعا في فنّه ظريفا، احتوى على عدد الوقائع والحوادث المشتهرة، ومهمّات الوفيات للأئمّة الأعلام المهرة. انتهى فيه إلى سنة 44 وسبعمائة (من الهجرة النبوية) (?). إذ فيما بعدها أدركته المنيّة، وبقي منقطعا بعدها إلى هذه الأيام يتشوّف الواقف عليه لما حدث على مدى الشهور والأعوام.
حتى سألني بعض خلّص إخواني وأحبّائي من أعيان الفضلاء، بل العلماء الأثلاء، النبلاء الأصلاء، وكرّر عليّ غير ما مرّة السؤال في تذييله على نحو النسج في الذهبي، من المنوال بزمان على ذلك في الحوادث والوفيات، يغني عن النظر في غيره من التواريخ المطوّلات. فأجبته إلى ذلك، مع علمي أني لست هنالك، وجمعت هذا الذيل، ووفيت فيه بما سأل. / 2 ب / ورتبته على الدول والسنين، وزدت الشهور، وأتيت فيه بما هو الأهمّ المشهور. وإن تراءى أنه مطوّل بالنسبة إلى أصله، والعذر فيه ما ذكرناه من الاستغناء عن غيره في تذييله ووصله.
على أنّ ما ذكرناه في غاية الإيجاز والاختصار، إذ هو نبذ تظهر لمن له التأمّل والاستبصار، وخبر كمل جمعه وتمّ، وفاح شذا عرفه ونم، وسمّيته