الحنفية، ودقائق العربية والمعاني، معظّما عند الملوك وبني الدنيا، له التفات تامّ إلى العوالم الملكوتية، صوفيّ المشرب، بارعا في طريقة التصوّف. سالكا اليد الطولى في النظم والنثر، وشهرته تغني عن مزيد ذكره، ولّي تدريس الحديث / 295 / بالبرقوقية أول ما فتحت، وبالصرغتمشية.

ومولده سنة أربع وثلاثين وسبعماية.

وكان والده معظّما عند ملوك التتار، صالحا، دعا بأن يرزقه الله تعالى ولدا صالحا، فأجيبت دعوته ورزق هذا الولد من علماء الله تعالى.

[التنافس بين يلبغا الناصري وسودون المظفري]

وفيه قويت الإشاعة بمصر بأنّ يلبغا الناصريّ في نيّة المخامرة على السلطان، وورد الخبر بأنه وقع بينه وبين سودون المظفّري منافسة. ثم وردت مكاتبة كلّ منهما على السلطان بشكوى الآخر.

وفيه لهج العامّة بقولهم: «من غلب نائب حلب».

وزاد هذا على ألسنتهم حتى تكاد أن لا تجد صغيرا ولا كبيرا إلاّ وهو يقول ذلك، وكان فألا فإنه صحّ، وكان من غلب نائب حلب الناصريّ ما سنذكره. وكان هذا من غريب الاتفاقات (?).

[شرب السلطان للقمز]

ابتدأ السلطان بشرب القمز بعد أن جمع الأمراء الخاصكية بالميدان تحت القلعة، وشرب معهم، وقرّر لهم أنه يفعل ذلك في كلّ أحد وأربعاء (?).

[وفاة الواعظ ابن الحلواني]

[725]-، [وفيه] مات الواعظ المذكّر المشهور برهان الدين بن الحلوانيّ (?)، إبراهيم بن علي بن إبراهيم الشاميّ.

وكان إلى وعظه المنتهى.

[فشل السلطان في خداع نائب حلب]

[وفيه] بعث السلطان هدية جيّدة للناصري نائب حلب يخادعه بها، وطلب منه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015