بالبرقوقية، أحمد بن محمد بن أحمد - كذا ذكر بعضهم اسمه واسم أبيه وجدّه -.
كان من أكابر العلماء الأعيان، عارفا بالمعقولات، بارعا في الفقه، والأصول، والمعاني، والبيان. درّس في عدّة بلاد ثم قدم ماردين وأفادها مدّة، ثم رحل إلى حلب وقطنها، وطالت شهرته، وبعد صيته، وانتفع به الناس وأخذوا عنه الفنون حتى طلبه الظاهر برقوق وقرّره في مشيخة مدرسته، وعظم قدره جدّا، مع حسن سمته وصلاحه ودينه وخيره وأمانته وعفّته ونفعه للطلبة، وانجماعه وتواضعه والتفاته التامّ إلى العوالم الملكوتية، ومواظبته على العبادات. ولم يزل على ذلك حتى بغته الأجل، رحمه الله. وكانت جنازته حافلة جدّا.
وكان سنّه زيادة على السبعين سنة.
وفيه ورد الخبر بكائنة حصار سيواس من العساكر المصرية حتى طلب صاحبها القاضي شهاب الدين أحمد الأمان، وجرت أمور آلت على كسر التتار الذي جمعهم صاحب سيواس ونصره العسكر المصري، وعودهم إلى حلب، لكن ما طالوا من منطاش طائلا (?).
[711]- وقتل في هذه الكائنة الأمير إبراهيم بن شهري (?)، نائب دوركي. وكان من الأعيان.
[712]- وفي جماد الآخر أوّله مات الأستاذ الكبير بهادر المنجكي (?).