في يوم السبت مستهلّ محرّم قدم يلبغا الناصريّ نائب حلب، وخرج سودون النائب إلى لقائه وصعد به لبين يدي السلطان وقبّل له الأرض، وجلس إلى جانب سودون، وكان في هذا عبرة لأولي النهى، فإنّ الناصريّ بالأمس كان من جملة الأمراء الأشرفية ولا ذكر لبرقوق إذ ذاك، فإنه كان من مماليك الأسياد في الخدمة حتى لوضمّه مع الناصريّ مجلس لكان قائما بين يديه على رجليه، فأصبح ملكا يقبّل له الناصريّ الأرض، فسبحان مغيّر الأحوال.
ودام يلبغا أياما وعاد إلى نيابة حلب (?).
[633]- وفي هذا الشهر، فيما يظنّ، مات الأعرج السّعديّ (?)، الأديب، الفاضل، شهاب الدين أحمد بن يحيى بن مخلوف بن مرّي (?) بن فضل الله بن سعد بن ساعد.
وكان فاضلا، عالما، وغلب عليه الأدب. ونظم نظما حسنا من صغره. وكان سنّه نحوا من ثمانين سنة.
[634]- ومات الأمير قطلوبغا الكوكاي (?).