وقرّر في القضاء الحنفية، وكان قدم القاهرة قبل ذلك، ونزل في موكب حافل ومعه ابن جماعة والحاجب الكبير.
وفيه رسم بأن يكون لكلّ قاضي (?) من القضاة الأربع أربع (?) نوّاب، فاستناب الثلاثة كلّ أربع (?) نوّاب، ولم يستنب الحنبليّ نائبا، واستراح الناس ممّا كانوا فيه من نوّاب المجالس الذين اتخذوا لهم (?) مكتبا مكتبا يتكسّبون من الخلع بين الناس ويجلسون لذلك على أبواب المساجد والجوامع وفي الحوانيت، ويقاسمون الشهود.
وكان هذا بواسطة ابن (?) جماعة. ومشت أحوال الناس (?). ولما احتاجوا إلى مثل هؤلاء. ثم نقض ذلك (?). ولو رأيت ما الناس فيه وفي زمننا هذا بعد الثمان ماية في مثل هؤلاء القضاة لرأيت العجب العجاب.
وفي شوال أعيد البرهان الأبناسيّ إلى مشيخة الخانقاه الصلاحية سعيد السعداء (?).
[وفيه] فشا الوباء بثغر الإسكندرية وتمادى إلى أثناء ذي الحجّة (?)، ومات به الكثير من الناس.
وفي ذي حجّة خرج الأتابك برقوق إلى لقاء أبيه آنص الجركسيّ وقد أحضره الخواجا عثمان من بلاده فتلقّاه بجميع العساكر معه وأوصله إلى القاهرة في موكب حافل جدّا، فيقال إنّ آنص لما (?) رأى ما أهاله تعجّب وقال لولده: يا ولدي هذه المملكة ما لها أصحاب؟
فقال: نحن أصحابها.