وكانت لحيته طويلة جدّا بحيث إذا نام جعلها في كيس. وكان إذا ركب جعلها فرقتين، فكان العوامّ يبصرون رؤيتها، فإذا رأوها قالوا: «سبحان الخالق» (?). وكان يقول: «عوام نظر مؤمنون فإنهم يستدلّون على الصانع بالصنعة».
وله نظم حسن.
كتب إليه البدر بن حبيب:
قل لمثرى الندى ومن طلب ... العلم بجدّ إلى سبل السواء (?)
إن أردت الخلاص من ظلمة ... الجهل فيما تهتدي بغير الضياء
فكتب في جوابه:
قل لمن يطلب الندا (?) ... منّي
خلت لمع السراب بركة ماء
ليس عندي من الضياء شعاع (?) ... حين تبغي الهدى من اسم الضياء (?)
/ 238 / [وفيه] قدم البريد من جهة حلب بأن تمرباي نائبها لما كثر فساد التركمان الأجقية (?)، والأغاجرية جمع عساكر حلب وبعضا من عساكر دمشق وحماه وتلك النواحي، وجنّبها إلى جهة سيس، فتتابع به التركمان، فتجهّز إليه جماعة من أكابرهم بالهدايا، وجمعوا طواشيهم، فأوقع بهم وقبض عليهم. وجهّز مع فرسانه بالعساكر حتى نهب بيوت التركمان وسبى حريمهم وقتل منهم ما لا يحصى، وعاد. فكاده التركمان وكمنوا له بمضيق باب الملك، وأوقعوا به وبمن معه، فهلكوا ما بين غريق وقتيل، ولم ينج منهم إلاّ القليل، وهم يعطبون. ونهب التركمان جميع برق (?) العسكر كلّه، من ذلك ثلاثون ألف جمل محمّل، وثلاثة عشر ألف فرس بآلاتها.
وكان هذا أول وهن وقع من التركمان، فإنهم كانوا كالسور للمملكة، فجعلهم سوء التدبير أعداء للمملكة، للطمع والظلم والعسف (?). ومن حينئذ استمرّ حالهم على نحو