الفرضيّ، محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المعطي الأنصاري، الخزرجيّ، المالكيّ.
وكان فاضلا، / 207 / عارفا بالفرائض والفقه، وسمع على جماعة، وحدّث بالكثير، وتفرّد بأشياء.
ومولده سنة اثنتين وسبعماية.
[487]- وفي أواخره مات نقيب الجيش وشادّ العماير الأمير أسنبغا البهادري (?).
وفيه قبض على الوزير الصاحب تاج الدين النشو الملكيّ، وسلّم للصاحب كريم الدين بن الغنّام، وأعيد إلى الوزارة، ثم صودر النشو على ثمانين ألف مثقال من الذهب، وخربت داره بمصر إلى الأرض، وأخرج منفيّا على حمار إلى الشام (?).
وفي هذا الشهر والذي بعده تزايد الغلاء حتى أبيعت دجاجة واحدة بأربعة دراهم فضّة (?)، وعدم الخبز، وأكل الفقراء الطين.
واتّفق أن رمي حمل طين لعمارة مرمّة بالسجن فأكله أهل السجن عن آخره (?).
وفي شعبان تزايد الأمر في ذلك حتى أبيع القمح بستة مثاقيل ذهب الإردبّ، وقس عليه غيره. ومات الفقراء من الجوع والبرد والعري، وأكل الكثير من الناس خبز الفول والنخالة، واشتدّ الأمر على الناس، وكثرت الشناعات بموت الفقراء جوعا، وعظم الموت حتى كان يموت في كل يوم من الغرباء على الطرقات نحو الستماية نفرا (?).