الدين القرشي (?)، الحنفيّ، صاحب «طبقات الحنفية» (?).
وكان إماما فاضلا، محدّثا.
سمع جماعة، منهم: الرضى الضرير، وجمع كثير، وحدّث الحديث بنفسه، وكتب كثيرا، وخرّج أحاديث «الهداية». وكان حسن الحظ في «طبقات الحنفية» لم يسبق إليه، وهو مفيد.
وسمع منه الكبار، الحافظ أبو الفضل العراقيّ، وآخرين (?).
ومولده سنة ستّ وتسعين وستماية.
وأجاز له الدمياطي وغيره. وكان ماهرا في الفقه، أفتى ودرّس. وله عدّة تصانيف، وأضرّ بأخرة.
وفي تاسع ربيع الأول هذا نودي على النيل بزيادة إصبعين، وكان قد تأخّر الوفاء جدّا، وتوقّف النيل عن الزيادة إلى يوم النوروز، فزاد في هذا (?) اليومين ثلثاه (?)، ثم زاد إلي يوم الخميس، وبقي على الوفاء إصبعان، فنقص في يوم الجمعة ثالث عشره، وقلق الناس، وخرج / 198 / القضاة والعلماء والمشايخ والناس للاستسقاء بجامع عمرو، ثم فتح الخليج إلى آخر النهار، وقد بقي على الوفاء خمسة أصابع فهبط الماء من يومه فما عاد (?).
ولما كان السرور قبل كسر الخليج على غير العادة، أنشد في ذلك بدر الدين بن الصاحب:
نيروز مصر بلا وفاء ... يعدّضنا بغير ماء
وابتدأ الغلاء وزيادة الأسعار في الغلال في هذا الشهر حتى كان يعدّ ذاك غلاء، ولله الأمر.