سببا للفتنة. ومن جملة ما قاله: «عجلت بالأضحية على الناس».
وكان ذلك في أواخر هذا الشهر قبل ذي حجّة بقليل، فرجف فؤاد المؤمني، ومرض عقيب ذلك حتى مات في أول الآتية، كما سنذكره. ونادى السلطان الناس بالأمان، وأفرج عن جماعة كانوا قد أخذوا في هذه الكائنة وسجنوا. وكان الناس قد أصبحوا على تخوّف شديد لما مرّ بهم في عشيّتهم وفي ليلتهم (?).
وفيه وقعت حادثة شنيعة أيضا، وهي أنّ كبير التجّار الكارميّة (?) ناصر الدين محمد بن مسلّم كان قد خرج إلى قوص لمتاجر وصلت إليه من الهند، فأشاع ولد له عنه أنه مات، وعمل عزاءه، واجتمع بالسلطان، ووعده بحمل خمسين ألف دينار ليقرّره عوض أبيه في الأحجار، وحمل من ذلك مبلغا وافرا. وبينا هو في أثناء ذلك إذ وردت مكاتبة أبيه في بعض شونه، فتحقّق حياته. ثم حضر واجتمع بأهل الدولة، فاعتذروا إليه بما ألقاه ولده، ورسم السلطان بأن يعيد له ما حمل ولده في نظير ما يرد له من البضايع، ويحاسب به ممّا عليه، وخلع عليه بإعادته على عادته (?).
[371]-، [وفيه] كانت كائنة ببلاد حماه قتل فيها قشتمر نائب حلب وولده وعدّة من عسكره على يد حيار أمير آل مهنّا / 88 ب / وولده نعير (?).
وفي ذي حجّة وصل الخبر بأنّ عدّة طوائف من الفرنج وردت ساحل الإسكندرية، ورموا على المدينة منجنيق (?)، فعيّن السلطان الأمراء واستحثّهم على الخروج خوفا أن يجري على الإسكندرية كما جرى عليها في نوبة «ربير بطرس»، متملّك قبرس. فخرج في الليلة المقبلة من يوم ورود هذا الخبر ثلاثة من الأمراء