وكانت هذه الحادثة من أشنع الحوادث، ومنها اتّضع حال الإسكندرية وأهلها، واختلّت أمورها.
ولما فات الأمر ووصل يلبغا إلى الثغر تغيظ على جنغر (?)، وعلى قطلوبغا المنصوري أيضا. وكتب إلى السلطان يعرّفه الحال فعاد وبعث بابن عرام متولّي الإسكندرية على عادته. وكان قدم من الحجّ. وأمر يلبغا بمواراة من استشهد من المسلمين، ورمّ ما احترق. وعاد في التأهّب لغزو الفرنج (?). وتتبّعت النصارى، وقبض بعد ذلك على جميع الفرنج بمملكة حلب والشام، وعلى جميع النصارى، وأحضر البطرك والنصارى وألزموا بحمل أموالهم لفكاك أسارى المسلمين من أيدي الفرنج، وكتبوا بذلك إلى جميع الأعمال، وتتبّعت ديارات النصارى، وألزم سكانها بإظهار أموالهم وعوقبوا على ذلك.
ومن غرائب الاتفاقات أنّ الناس بالقاهرة كان جرى على ألسنتهم من منذ أعوام كثيرة أنّ الإسكندرية تؤخذ في يوم الجمعة، وكان ما قالوه.
وحصل على من خرج من المسلمين من الإسكندرية منهزمين ما لا خير فيه من العربان (?).
[306]- وفيه مات الشهاب أحمد بن إبراهيم بن أيوب العينتابي (?)، الحلبي، قاضي العسكر بدمشق.
وكان عالما فاضلا، مدرّسا، مفتيا، بارعا في الفقه. وله عدّة تصانيف، منها: «شرح المجمع» في نحو العشرة أسفار، و «شرح المغني» في الأصول، وغير ذلك.