فيه، في يوم الجمعة منه، خطب القاضي الشافعيّ (?) بالسلطان خطبة بليغة، ثم قرأ في المحراب: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا} (?) إلى قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ الْمِهادُ} (?). فعدّ هذا من محاسنه، بل ومن الجهاد.
وكان ذلك لما اشتدّ الطلب على أرباب الأملاك والأوقاف من الجباية وتسلّط الأعوان عليهم في جباية الخمس (?) شهور، فإنه وقع فيه من الأنكاد والغرائب ما لا يعبّر عنه.
وأنشد بعض من أضرّه ذلك بحرقة قلب مواليا:
غرمت شهرين عن أجرة مكاني أمس ... وأصبحت مغموز (?) في بحر المغارم غمس (?)
أقسم وربّ الخلايق والقمر والشمس ... ما طقت شهرين كيف اقدر اطيق الخمس؟ (?)
وفيه كانت مصادرة السلطان لمهتاره رمضان (?)، فقال (?): أخذ منه ستون ألف دينار، وقيل (?) زيادة عليها (?).