حالهم في أمر وقفهم وحقوق معاليمهم، فلم يسلّم، بل وحطّ عليهم وواجههم بكلام فيه الجفاء (?)، وقال: أنتم يا فقهاء تأكلون الحرام. ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله (?).

[تفرقة النفقة]

وفيه كانت تفرقة نفقة السفر على الجند، وجلس السلطان لذلك على دكّته بالحوش، / 392 أ / وحضر الأتابك أزبك. وأخذ كاتب المماليك في استدعاء الجند على العادة، فتأخّروا ولم يخرج الواحد الفرد منهم. ثم قالوا: لا يقبض النفقة حتى ينفق على من لم يسافر قبلنا. وطال الكلام من الجلبان في أمر ذلك حتى حنق السلطان وقام من على دكّته ونزل، وقال: «أنا أترك لكم السلطنة»، أو نحو هذا من كلمات.

ثم آل الأمر أن رضي ونفقت النفقة لكل نفر مائة دينار على العادة وجامكية أربع (?) شهور، وثمن جمل سبعة دنانير. ونفق على عدّة طباق آخرها البرهانية.

ووقعت أشياء تطول. ودام المنفق إلى قريب الزوال. ثم نودي في آخر هذا النهار بأنّ أحدا، ممّن قبض النفقة لا يسافر إلا بإذن السلطان (?).

[حكاية المؤلّف عن الدست]

وفيه أخبرني الثقة أن إنسانا من الجند ذبح طير إوزّ وعلّق الماء على النار ليسمطه، وأن يتيما عند هذا الجندي جاء [إلى] (?) الدست ليقوّي ناره، فنظر فيه فإذا فيه جماعة في ذلك الماء بداخل الدست في هيئة الآدميّين الصغار جدّا يتكلّمون بكلام، سمع وهم يقولون: إنّ ابن عثمان قد مات (ففزع الصبيّ ووقع مغما (?) عليه، ثم أفاق، فسأله الجنديّ عن حاله، فذكر له ما ذكرناه، فتقدّم الجنديّ إليه فرأى ما قاله اليتيم، فقال لمن بالدست: من أنتم؟ فقالوا.) (?) فطلب الجنديّ زوجته وجارية عنده، ورأوا (?) ما رأى. هكذا أخبروا بأجمعهم.

ثم حضر الجنديّ إلى مغلباي الشريفيّ أحد المقدّمين. فذكر له ذلك وحلف عليه، وأحضر الزوجة والجارية فأخبروه (?) بذلك، فصعد (به) (?) إلى بين يدي السلطان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015