وقد وقع فينا الوباء حتى كدنا أن نفنى، ورفعه الله تعالى عنكم، وأنا محتاج إلى ثمن البقرة، أعطيه (?) لي، ثم عاودني في اليوم الفلاني أعيده لك ومعه مثله. قال: فرميت بما معي من ثمن البقرة بصرّته ورحت إلى حال سبيلي. وقد حصل عندي باعث ووعك، ولكن عدت بعد ذلك في اليوم الوعد بعينه وأنا مسخون، فوجدت ثمن البقرة (?)، وعليه مثله. وحلف أيمانا مؤكّدة على هذا.
وهذا إن صحّ فهو من غريب النوادر (?).
وفيه اجتاز علينا ونحن بالشيخونية في هذا اليوم عدّة من الجنائز حتى تعجّبنا من ذلك في غير وباء ولا طاعون (?).
وفيه وصل الحاج في كنف الأمن والسلامة، وكانت الأراجيف قويت في هذه الأيام بأنّ الأحامدة قاصدة قطع طريق الحاج، حتى لما فشت هذه الإشاعة وشاعت عن السلطان جماعة لتلقّي الحاج، وكشف [أنه أرسل] (?). هذه الأخبار، فلم يكن إلاّ الخير (?).
ووردت الأخبار بأنّ مراكب الهند لم تحضر في هذه السنة لوجود الفتن الثائرة بالهند، وأن سلطانها محصورا، وأنّ ولد ملك التجار قد قتل وأقيم غيره، وأنه لم يحضر لبندر عدن من المراكب إلا القليل، وأنّ الأرزّ والشاشات والقماش الهندي ونحو ذلك مما يحمل من الهند إلى هذه البلاد / 372 ب / في غاية غلوّ الأسعار، وما يوجد إلاّ قليله (?).
وفيه قويت الإشاعات بتجهّز ابن (?) عثمان عساكره لقصد هذه المملكة. هذا والسلطان كلما بلغه ذلك همّ أن يعيّن عسكرا يخرج سريعا، والأمراء لا سيما الأتابك يعاكسه في ذلك. وكان الرأي مع السلطان لو فعل ذلك. ووقع التشاور مع الأمراء غير ما