وبلغ السلطان ذلك فبعث إليهم بعدّة من الخاصكية ومقدّم المماليك ومعه الطواشية، فما قدروا على ردّهم حتى ركب السلطان بنفسه بمفرده، ونزل قريب المغرب وهو عابر بفرسه إلى جهة بولاق، وقد لحقه نفر يسير، فلما سمعوا بمجيئه / 358 ب / فرّوا إلى جهة دار قاسم الوزير، فلم يجدوه بها فنهبوا منها أشياء، وأفسدوا أشياء، ثم أصبحوا فقصدوا مصر العتيق (?) وفتحوا شونه (?) ونهبوها أيضا، حتى أصبح السلطان حرض على الوالي على حفظ الشون، وأمر بعمل مصالح لحم الجلبان وعليقهم، ولم يصعد إلى القلعة لا كاتب السرّ ولا ولده ناظر الخاص ولا الوزير خوفا على أنفسهم (?).
ثم بعث الزين بن مزهر يستعفي من الحسبة عن ولده، فتمنّع السلطان، ثم أجاب (?).
[3396]- وفيه مات الكاتب المجيد، الزين خطّاب بن عمر (?) بن خطّاب الدنجيهي، الأزهري، الشافعيّ.
وكان عالما فاضلا، خيّرا، ديّنا، كتب المنسوب فأجاده، وسمع الحديث على جماعة، لكنه كان عريض الدعوى، ضنينا بنفسه.
وفي قعدة وصل قايت (?) الساقي الخاصكيّ من الرسالة (?) ليعقوب شاه بن حسن الطويل ومعه مكاتبة بإظهار التودّد (?).