وكان إماما، عالما، فاضلا، علاّمة، عارفا بالفنون، عفيفا، خيّرا ديّنا، صالحا، صوفيّا على الطريقتين حتى الفلسفة، متحرّيا في أموره، ساكنا، متواضعا، قانعا، منجمعا عن بني الدنيا وغيرها.
وذكر غير ما مرة فيمن يولّى القضاء (?) الأكبر سنة 83 (?).
وفيه ظهر بالسماء زينة غريبة الهيئة والأشكال في مقطّعات السحاب بحيث لم ير مثلها قطّ، وكانت من النوادر (?).
وفي ربيع الآخر صعد القضاة ومن له عادة بالتهنئة بالشهر للقلعة، وأذن لهم بالدخول على السلطان لمكان تمرّضه من الدهيشة فدخلوا عليه ورجله مغطّاة ممدودة فدعوا له وانصرفوا (?).
وفيه وصل قيت الساقي بما معه من الرؤوس (?) المقطّعة، وأقيم الموكب بالقلعة مع انقطاع السلطان، وحضر من وجد بالقاهرة من الأمراء بالحوش بين يدي دكّة السلطان، وغطّي مكان جلوس السلطان بالملاءة (?) الحرير. وصعد قيت ومعه عدّة من الخاصكية والرؤوس (?) المقطّعة محمولة على الرماح وغيرها بين يديهم (?) والقاهرة مزيّنة. ثم دخل قيت ومن معه على السلطان فخلع عليهم، وكان أحضر معه كاتب جيش ابن (?) عثمان مأسورا (?)، فسلّم