القاهرة / 348 أ / فأطلقوا فيها النار وأحلّوا بالناس البلايا في أخذ خيولهم وبغالهم، وغير ذلك مما يحتاجون إليه بما شاءوا وكيف شاءوا، فتعطّلت الأحوال، ووقع لهم في هذا (اليوم) (?) وبعده إلى حين سفرهم أشياء من النوادر في الأذى لا يعبّر عنها، وتعطّلت الطواحين، وقلّت الأخباز من الأسواق، وأغلقت الكثير من الحوانيت. وكانت أياما غريبة (?).
وفيه كان عرض القرانصة وأولاد الناس بعد عرض الجلبان، وعيّن السلطان عدّة من الطبلخاناة والعشرات (?).
وفيه لما صعد الأتابك لصلاة الجمعة مع السلطان وقف (?) له جماعة بباب زويلة وضجّوا له من ظلم الجلبان وما فيه الناس من الضرر بواسطة ذلك، وسألوه أن يعرّف بذلك السلطان.
واتفق أن صعد قاضي القضاة الزين زكريا فأخذ يعرّض في خطبته، بل يصرّح بظلم الجلبان وما هم فيه، وما حلّ (بالمسلمين) (?) من أذاهم. ثم ذكّر الأتابك ما وقع له، فأخذ السلطان يظهر التألّم على الناس وتنكّر (?) أفعال جلبانه.
ثم لما نزل الأمراء من الصلاة جمع السلطان أغوات الطباق والأعيان منهم وقرّعهم (?) ووبخهم وحذّرهم. ثم أمر بجمع الجلبان، فاجتمعوا بالحوش، فأخذ السلطان في توبيخهم، ثم وعظهم وتخويفهم من عامّة الظلم ومن سطوته، وأمرهم بأن يحضروا ما أخذوه من الخيول والبغال إلى غيره، ونفع رضا أصحابها. ثم أمر بأن ينادى: أنّ من له فرسا أو بغلا يصعد في غير هذا اليوم إلى الميدان لعمل مصلحة، فجمع من ذلك شيئا كثيرا (?)، ثم عملت بعض مصالح الناس بحضور أمير اخور كبير، وحصل للناس بعض طمأنينة مما كانوا فيه (?).
وفي رمضان وصل قاصد من حلب ومعه ما يوجب بعض السرور وتثبيط العسكر (?).