أن يذكر أمره للسلطان، فأرسل إليه يستعطفه ويعتذر حتى حلف له، ثم بعث إليه بهدية ليضمن ودّه، فامتنع من قبولها وتوهّم منه، ولم يزل به حتى أخذ هديّته (?)، ودخل يوم الأحد 25 من جمادى الآخر مدينة قابس، ودخل بعدها القيروان يوم الأربعاء 28 منه، فأنزله عالمها أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد البلدي الشهير بابن البكوش، وكان مفتيها وخطيبها، بدار إلى جانب داره، وأنس به جدا، فأخذ المؤلّف يتردّد على مجالس دروسه، وتلقّى عنه العلم الكثير في الوقت اليسير، مع الاجتهاد وكثرة الترداد ما بين قراءة عليه وسماع، واستفاد منه نبذا جيّدة في صناعة الطب، وحصّل فوائد جمّة وجليلة للغاية، وأخذ منه الإجازة (?). وزار أثناء إقامته بالقيروان جبّانتها وتجوّل بين قبور العلماء والصالحين والأولياء، ووقف على أسماء الكثير منهم، ولكنه أضاع أوراق التعليق، فلم يعد يذكر ممّن زار قبورهم سوى الإمام سحنون (?)،