بل ضمّ شمل السحت وهو محرم ... عند الرسول فحرّقته النار (?)
وفيه وصل إلى القاهرة قاصد يعقوب شاه بن حسن الطويل، وصعد إلى بين يدي السلطان ومعه مكاتبة من مرسله بالتودّد والاعتذار عمّا وقع، فتكلّم السلطان بكلمات فيها العتب والمخاشنة، ثم أضاف القاصد بعد ذلك وطيّب خاطره (?).
وفيه ركب السلطان إلى غير ما جهة غير ما مرة، وكلّما اجتاز بالعامّة ضجّوا إليه في أمر الفلوس وما هم فيه من الضرر بواسطة ذلك، وشكوا إليه غلو (?) الأسعار وارتفاعها، فأمر بأن يعقد مجلس بالصالحية بحضرة القضاة الأربع (?)، وكاتب السرّ، وناظر الخاص، والمحتسب، فعقد في سلخه وقد جمعت فيه التجار والسوقة، واجتمع فيه من الغوغاء ما شاء الله أن تجمّع. ثم أخذوا في التكلّم في أمر الفلوس وما ناب الناس من ضررها، وعمّ من بليّتها بسبب غلو (?) الأسعار وارتفاع سعر الدينار إلى نحو الأربعمائة بعد الثلاثمائة.
وبينا هم في أثناء ذلك / 317 أ / أخذ العلاء بن الصابوني ناظر الخاص في كلام يشبه المعارضة في أمر الفلوس لعرض ماله في ذلك، فإنه كان قد ضرب فلوسا جددا بسكة السلطان غالية الأثمان جدا، وكان في همّته أن يمشيها في القاهرة. فلما سمع العامّة كلامه ثاروا ثورة رجل واحد وأرادوا الفتك بابن الصابوني بل رجموه، لولا أنه فوزنه (?) في الحال، وإلاّ كانوا قتلوا.