الضياء الشاميّ في نظر البيمارستان والحسبة. وكان يلي هذا فيسعى هذا عليه ويلي، وداما على ذلك مدّة. وكان ولي أمورا (?) حسبة بدمشق. وجمع الحديث وحدّث. مع كرم نفس.
وفيه قرّر في الحسبة شمس الدين محمد بن الصاحب، وكان بيده تدريس الصاحبية والشريفية (?).
وفيه قرّر في قضاء العسكر عوضا عن ابن الأطروش أيضا العلاّمة السراج الهندي الذي ولي القضاء فيما بعد على ما سيأتي (?).
وفي شعبان قدم رسل التتار السلطان جانبك خان بن أزبك خان، صاحب سراي، وحاج ترخان، ودست قبجاق، وركب الأمراء والعساكر إلى لقائهم ودخلوا بهم إلى القاهرة في موكب حافل، وأصعدوا إلى القلعة ومعهم هدية للسلطان ما بين مماليك، وفرو سمّور، وطيور جوارح، وغير ذلك. فأكرموا وأنزلوا، ثم أعيدوا بأجوبة من السلطان (?).
وفيه كائنة ضرب الأمير الكبير شيخو العمري، الأتابك، وجرحه. وكان من خبر ذلك ملخّصا أنّ السلطان كان جالسا بدار العدل للخدمة، والأمراء والقضاة والأعيان معه على العادة، وقد أقيم الموكب، وإذا بإنسان من المماليك السلحداريّة يقال له قطلو خجا، وقيل: باي خجا، وثب على شيخو المذكور وضربه بسيف معه ثلاث ضربات في رأسه ووجهه وذراعه، فسقط إلى الأرض مغشيّا عليه، وارتجّ المجلس، وقام السلطان عن سرير الملك إلى القصر، فتبعه خاصكيّته، وتفرّق الأمراء، وطار الخبر بأنّ شيخو قتل. / 59 ب / وبلغ مماليك شيخو وربيبه خليل بن قوصون، فركب بهم في عدّة وافرة، وقد لبسوا آلة الحرب، وجدّوا في سوق خيولهم حتى صعدوا القلعة ودخلوها ركبانا إلى رحبة (?) دار العدل، ووضعوا شيخو على جنويّة (?)، وحمل إلى داره على أنه قد مات.