وفيه عمل المولد بالقلعة على العادة، وكان حافلا، ولما انتهى أكل السماط (?).
[و] فيه، بعد العصر، حضر الزين بن مزهر كاتب السر، والبدر أبو البقاء ابن الجيعان، وخشقدم الزمام، وهم مشاة إلى جهة السلطان، ومعهم ستة طواشية بستة أطباق على روسهم (?) حطّت بحضرة السلطان ومن حضر هذا المجلس، وكان بها من الذهب النقد العين ستون ألف دينار، فبدأ السلطان بالكلام فأخذه الزين بن مزهر منه وقال لمن حضر: إنّ مولانا السلطان لما حج في العام الماضي رأى ما به أهل المدينة المشرّفة من الفقر والفاقة / 304 أ / والقحط من عدم الأقوات، فأضمر نيّته بأن يفعل بها من الخير ما يذكر به ويعمّ بذلك الناس، بالمدينة المشرّفة، وقد ميّز من خالص ماله هذا المقدار وأرصده ليشتري به ما يوقفه على فقراء المدينة وأهلها ما بين قرى وضياع ورباع وغيرها ليجمع من ذلك ما يصنع بالمدينة في كل يوم من الدشيشة والخبز والزيت وغير ذلك، وجعل ذلك وقفا مبتدئا (?) على المدينة إلى غير ذلك من نمط هذا الكلام.
ثم أمر السلطان بأن يكون هذا المال تحت يد القضاة أو الأتابك أو يشبك الدوادار، فامتنع القضاة من ذلك واعتذروا، وتعذّر الحال بأن يكون نصف هذا المال تحت يد يشبك ليشتري بذلك رزقا وأملاكا، والنصف تحت يد السلطان. وانتهى المجلس على ذلك (?).
ثم أنشأ السلطان بعد ذلك عدّة من المباني الهائلة، منها ما هو بباب النصر، والبندقانيين، والخشّابين، والدجاجين (?) وغير ذلك من القاعات، وغيرها (?).
وفيه عيّن السلطان يشبك الدوادار بالخروج إلى سيف أمير آل فضل الذي قتل نائب حماه، وعيّن معه عدّة من الأمراء، فمن المقدّمين برسباي قرا حاجب الحجّاب، وتنبك الجمالي، وتنبك قرا، ووردبش، وعدّة من الطبلخاناة، والعشرات.