وفيه كان الهدم / 283 ب / عمّالا في الأماكن التي على الطرقات على يد يشبك، وأمر السلطان البدر بن الكويز معلّم المعلّمين أن يتولّى كشف الأماكن التي أمر بهدمها، والتي لم تهدم بعد، ويكون معه من كل مذهب نائب من قضاة الحكم وشهود (?).
وفيه كان سفر السلطان إلى جهة البلاد الشمالية، بل (?) البلاد الشمالية، وخرج متوجّها في نفر يسير من أمرائه وخاصكيّته، وليس لأحد شعور بسفره، بل أظهر التوجّه إلى الصالحية وسار منها إلى أن وصل الفرات وكشف غالب تلك البلاد ودخلها (?).
وفي جماد الآخر ورد مرسوم الأتابك أزبك وعدّة مراسيم أخر من السلطان ليشبك وغيره من الأمراء بأن يتعاضدوا على المقاصد ويتوصّوا بالأحوال والرعايا ويحضروا تفرقة الجوامك، وأكّد في عمل المصالح وغيرها، وأشيع بأنه متوجّه إلى البلاد الشمالية، وما علم ما الغرض من سفره. ثم رتّب الأتابك عدّة مماليك للطوف (?) في كل ليلة بشوارع القاهرة، وما حصل على أحد شرّ ولا تشويش. وكان الأمن والأمان حتى تعجّب الناس من ذلك (?).
وفيه كان قلع عتبة بابي زويلة، وغلق البابين أياما ثم قلعهما لإصلاحهما، وامتنع المارّ منهما مدّة، وعدّ ذلك من النوادر. وقام يشبك بذلك، وأمر بإصلاح وجوه الجوامع وغيرها من المساجد والأماكن وتبييضها حتى عادت القاهرة كأنها استجدّت، وصار من غاب عنها إذا عاد إليها تغيّرت عليه أحوالها وطرقاتها (?).