وفيه كشف السلطان بنفسه مكان المنار ليبني به برجا، وهو البرج الذي قد أنشأه بعد ذلك، وجاء هائلا، وبقي بالإسكندرية (عدّة أيام) (?). ثم رحل منها ثمّ إلى إدكو، ثم إلى جهة دمنهور ورشيد، وتركه الزين بن مزهر، والعلم بن الجيعان وعادا لتمرّضهما (?).
ومات العلم في هذه المرضة كما سنذكره.
وفيه وصل قاصد من حماه في غيبة السلطان وأخبر بفتنة اتفقت هناك بين أهلها وبين قراجا الطويل نائبها، ثار به أهل حماه / 282 ب / بسببها ورجموه وأخرجوه منها، وقتلوا دواداره وحرّقوه بالنار، وبعثوا يشكوا (?) إلى السلطان من ظلمه وعسفه وشحّه الزائد.
وبعث هو أيضا يتشكّى من أهل حماه فعيّن السلطان لما بلغه هذا من يتوجّه إلى حماه، فيكشف عن قضية هذا الحال ليرى السلطان من هو الظالم من المظلوم (?).
وفي ربيع الآخر وصل الخبر من مكة المشرّفة بأنه نزل بها صاعقة مهولة على جهة باب السلام وانتشر إلى عدّة أماكن، وأنّ الموت بمكّة، وأنه يموت في اليوم بها نحوا (?) من مائة نفس، وأنّ الجند الذي بها قد كثر أذاهم وظلمهم، وأنه وقع بين صاحب مكة السيد محمد بن بركات وبين صاحب جازان فتنة، وآل الأمر فيها بعد ذلك إلى أخذ جازان والقبض على صاحبها (?).
وفيه في أول مسرى من شهور القبط كان وفاء النيل في غيبة السلطان، ونزل لكسره لاجين أمير مجلس بأمر تقدّم من السلطان (?).
وفيه وصل السلطان إلى القاهرة من سفره إلى الإسكندرية وتلك النواحي. وكانت