في محرم لم يحضر الخليفة عند السلطان لتهنئته بالعام والشهر على العادة، لكونه كان منقطعا لوعكه مدّة شهور قبل ذلك، واستمرّ به الوعك حتى مات في سنة 894 كما سيأتي إن شاء الله تعالى (?).
وأهلّت هذه السنة وبقايا الطاعون ظاهرة بعد أن جرف جرفا وجافت منه جبّانات القاهرة وضواحيها، وطفت الأسماك في البحر (?)، وسقط الطائر شيا (?) من الهواء، لكنه ارتفع من ضواحي القاهرة. وكانت عدّة من صلّي عليه في أول هذا الشهر بمصلّى باب النصر، وهو أكثر المصلّيات صلاة على الجنائز زيادة على السبعين.
ولا زال الطاعون يتناقص حتى ارتفع في عشرين هذا الشهر بالكلّية، بعد أن صار يموت في آخر الطاعون الرجال وكبار الناس (?).
وفيه وصل برأس سلطان بن شحاتة بن الأحدب أمير العرك إلى القاهرة بعد أن قطعت بالوجه القبليّ، فطيف بها وعلّقت (?).
وفيه خلع على يشبك الدوادار باستقراره في إمرة هوّارة، عوضا عن أحمد بن