وكان عارفا بالفروسية بأنواعها ولا بأس به بأخرة فإنه كان من نماردة جلبان أستاذه أولا.
وخرجت هذه (?) السنة والناس في وجل شديد وتخوّف ما عنه مزيد ممّا حلّ بهم، وحصل عليهم من هذا الوباء وبقاياه باقية، وما عهد مثله في وباء قبله، فكان هذا من نوادره.
وقد عمّ الطاعون سائر بلاد مصر قبليّا وبحريّا، شرقا وغربا، وخلت منه الديار بل والقرى ونجوع العرب، حتى حدّث في ذلك أشياء تشبه (?) الأكاذيب، وصارت الموتى بالوجه القبليّ ترمى كالبهائم وتترك من غير تجهّز ولا تكفين ولا دفن، وربّما مات جميع من في نجع، فيرمون عليهم بثوب الشعر ويتركوهم (?) كما هم، وجافت البلاد من جيف الموتى، وسواحل النيل ممّا يرمون الموتى بلا دفن من المراكب.
هذا وقد خفّ الموت وضبطت المصلّيات في سلخ هذا الشهر الذي هو آخر السنة، فكانت بحكم الربع.
ومات من أولاد الأمراء في هذا الطاعون سبعة أنفار، ومن الجند السلطاني نحو الألفي نفر، [عدا] (?) عن مماليك الأمراء، وغير الناس من أهل القاهرة، / 280 ب / وغير الأطفال والعبيد والإماء والغرباء من الناس، وكان من الأوبئة (النادرة (?)) (?).