حين سفر السلطان، وخرج جلبان السلطان الجميع، فجميع العسكر، وعملت الأسمطة الحافلة وما يلائمها، ونصب القبق هناك، ورمى عليه جلبان السلطان وغيرهم، وجرت أمور يطول الشرح في ذكر جزئياتها قد بيّناها في تاريخنا «الروض الباسم» (?).
وفيه زلزلت القاهرة (زلزلة) (?) هائلة في الليل، وسمع دويّها بالأبنية ووقع بها بعض أبنية مشعّثة، وارتعب وفزع منها، اطلع عليها جماعة ومرّت بسرعة، فلو دامت لكانت مهولة جدا (?).
وفيه فحش أمر الفلوس العتق وكثر الضرر على الباعة بواسطتها لا سيما العتق منها، وبلغ قيمة النصف الفضة ثلاثة عشر درهما ونصف (?) بعد الإثني عشر درهما، وكثر تعنّت الناس في ذلك، وصارت الأسعار على قسمين، ما يباع بالفضة بسعر، وما يباع بالفلوس بسعر آخر. وكان من ذلك ما سنذكره (?).
وفيه داخل القطب الخيضريّ السلطان وتحشّر فيه حتى راج عنده واستأذنه في الإقامة بمصر، وأن يستنيب ولده النجم أحمد عنه في القضاء بدمشق وكتابة السرّ، فأجابه إلى ذلك، وخلع على ولده بذلك، وصار القطب من أخصّ خواصّ السلطان المقدّمين عنده بعد ذلك، وكثر (?) مداخلته له، والاجتماع عليه، لكن لا بفائدة ولا طائل (?).
وفيه وقع بين يشبك الدوادار / 274 ب / وبين خير بك من حديد منافرة بسبب فلاّحين، فاتّفق أن التقيا بالقلعة فتقاولا في طريقهما إلى الحوش، فحنق يشبك من خير بك ولكمه بيده فسقط [إلى] (?) الأرض، فتدارك بعض الأمراء الأمر، ودخل بينهما، وإلاّ كان الحال أفظع من ذلك (?).
وفيه نودي على الفلوس فصلح الحال شيئا (?).