الخلقة يقال له الببر، وخيمة عظيمة، وأشياء أخر من التحف (?).
وفيه استقرّ السلطان بخشقدم الأحمدي الطواشي في الوزارة، فأخذ يستعفي منها فلم يجب إلى ذلك، وأخذ يلطم بيديه على وجهه كالنساء ورمى بعمامته إلى الأرض بين يدي السلطان، وكرّر الاستعفاء من ذلك وامتنع أشدّ الامتناع، وادّعى الفقر والعجز عن ذلك، / 257 أ / فلم يقبل منه، وقال له السلطان: «كن متكلّما عني. . .» ثم أفيض عليه خلعة الوزارة، ونزل في موكب حافل جدا، وباشر بعنف (?) وعسف (?).
وفيه ركب السلطان ومعه جميع أمرائه وخواصّه، وسار إلى جهة خليج الزعفران، وكان تقدّم أمره بأن ينصب له الخيمة التي بعثها له صاحب الهند ومعها الخام أيضا السلطاني، وأمر مماليكه بالخروج، وكانوا إذ ذاك نحو الألفي نفر. وكان الخبر ورد بوصول يشبك الجمالي من عند ابن عثمان، ثم وصل إليه يشبك وهو في التنزّه بالخليج الزعفراني وعليه خلعة ابن عثمان، وفضّت مكاتبته التي على يد يشبك للسلطان (?)، وقرئت بين الملأ العام، وفيها الثناء وإظهار التودّد (?).
[2964]- وفيه أشيع بأنّ ابن عثمان قتل وزيره محمود (?) (باشا) (?)، وكان قد غضب عليه لشيء نسب إليه في أمر حسن الطويل، فصرفه عن وزارته ثم أعاده، ثم اختلف في سبب قتله على أنحاء.
وكان محمود هذا وزيرا جليلا، شهما، شجاعا، عالما، فاضلا، عارفا، عاقلا، مدبّرا، سيوسا، عفيفا، نزه النفس، قائما بمصالح الجهاد يدبّر ملك أستاذه على وفق مراده، (بل وفوق مراده) (?)، وانتهت إليه رياسة وزراء ابن عثمان، وشاع صيته، وبعدت شهرته، وعظم وضخم جدا، وله عدّة آثار ببلاده.
وكان حين مات شابا، وندم عليه أستاذه بعد قتله لنظم وقف عليه فيه الترقّق. وكان