وكان عالما، فاضلا، بارعا، كاملا، خيّرا، ديّنا، فقيها، محدّثا، حسن السمت والملتقى، بشوش الوجه، كثير النوادر.
سمع كثيرا على جماعة، وصنّف وألّف، وعيّن لمشيخة الشيخونية في تمرّض شيخنا، فاتفق أن مات قبله بشهر. وكان قد بلغ شيخنا أنه تكلّم له المنصور في ولاية الشيخونية إذا مات، فقال شيخنا: «من أين له أنه يعيش بعدي»! فعدّ (?) هذه من كرامات شيخنا.
ومولد الزين / 256 أ / قاسم هذا في سنة إحدى وثمان مئة (?).
وفيه قرّر في إمرة الحاج جانبك الأشقر. وفي [الركب] (?) الأول جاني باي الخشن بعد أشياء وقعت له (?).
وفيه نفى السلطان عدّة من مماليكه الجلبان، منهم إينال الخسيف الذي هو الآن حاجب الحجّاب بدمشق، وكانوا هم القائمون (?) بأعباء تلك الفتنة الماضية. ولما أخرجوا كثرت الأقاويل وأرجف بثوران فتنة، وما وقع ذلك (?).
وفيه وصل قاصد السلطان محمد بن عثمان ملك الروم، وأقيم له الموكب لما صعد إلى بين يدي السلطان. وكانت مكاتبته تتضمّن المودّة والشفاعة في إينال الحكيم. وكان قد جرت كائنة وفرّ (إلى) (?) ابن عثمان، فقبل السلطان الشفاعة وأكرم قاصد ابن (?) عثمان (?).