وفي محرّم كان شروع شيخو في هدم أملاك ابتاعها بخطّ الصليبة المعظم (?) الطولونية، تزيد مساحتها على فدّان، واختطّ موضعها خانقاته هذه الموجودة الآن على ما هي عليه وأحوازها من الحوانيت والحمّامين، وما يعلوا (?) ذلك من الرباع والأماكن، وجدّ في ذلك / 55 أ / حتى إنه عمل منها بنفسه ومماليكه. ثم ابتدأ بالعمارة في ربيع الأول، وانتهائها في شوّال من هذه السنة، وكانت من أعظم الأبنية وأجلّها، ولها الصيت والذكر الذي يغني عن مزيد التعريف. فرحم الله تعالى بانيها (?).
وسنذكر تمام أمرها عند يوم الحضور بها إن شاء الله تعالى.
[187]-، [وفيه] مات الأديب الفاضل، الشمس، الخياط، محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي، الحنفيّ، الملقّب بضفدع (?).
وكان أديبا، فاضلا، جيّد الشعر، وكان النظم عليه سهلا. وله «ديوان» في ستّ مجلّدات. وكان كثير المعارضة لابن نباتة، ويكثر هجاء الناس، مع أنه كان ديّنا، كثير التلاوة.
ومن شعره (فيمن التحى) (?):
كم تظهر الحسن البديع وتدّعي ... وبياض وجهك في النواظر يظلم (?)
هل تصدق الدعوى لمن في وجهه ... بالذقن كذّبه السواد الأعظم