قد ركب وهو يسيّر بالميدان من الإصطبل، فثنى عنان فرسه إلى جهة باب القلعة وهو رافع صوته بقوله: «خذوا القلعة لا حاجة لي بها». وخرج من قومه إلى جهة / 250 أ / تربته بالصحراء، فتسامع به الأمراء فركبوا إليه، وقام الجلبان فخرجوا إليه مشاة حفاة كالخائفين الخاضعين، وقصدوا التربة، فلما بلغه مجيئهم ركب سائرا إلى جهة الخانكة، فتبعوه وهم يظهرون الندم مما كان منهم، حتى شفع فيهم، حتى قبلت الشفاعة بعد تمنّع زائد. وكانوا قد طلبوا زيادة في مرتباتهم، حتى تلطّف الأمراء بخواطر الملوك (?)، فأجاب إلى ذلك، وعاد إلى قلعته في آخر نهاره (?).
وفيه عيّن تمراز الشمسي لرأس النوبة (?) الكبرى، وخرج ومعه جماعة من الأمراء الجند إلى جهة البحرة لردع المفسدين من العربان بها (?).
وفيه وصل الخبر من يشبك الدوادار بأن مصطفى. . . لبي بن عثمان صاحب قونية من جهة أبيه جاء في عسكر كبير إلى زمنطوا، وأنه قادم ليتعاضدوا على حسن الطويل، وأنّ حسن قد مات ولده محمد أغرلوا (?)، وأن جماعة من عساكر حفظاي أخذوا (?) ولدا آخر لحسن، وأخرجوه عن البلاد، وأن حسن توجّه إلى جهة ملطيه (?).
وفيه عيّن السلطان برسباي الشرفيّ أحد العشرات وأستادار الصحبة رسولا منه إلى ملك الروم ابن (?) عثمان، وجهّز معه هدية سنيّة (?).
وفي ربيع الأول، في خامسه، وخامس مسرى أيضا، كان كسر النيل للوفاء (?)،