[وفيه] ركب السلطان وعدّى الجيزة إلى جهة الأهرام، ثم عاد فدخل إلى دار شيخو وقد وعك فعاده، فقدّم له شيخو تقدمة سنيّة (?).
[و] عظم قدر شيخو جدّا، وصار هو المرجع إليه في أمر المملكة، وتسمّى بالأمير الكبير، وهو أول من قيل له الأمير الكبير بمصر.
[وفيه] خلع على صرغتمش بنظر البيمارستان المنصوريّ، وكان له مدّة، وقد خلى (?) من متحدّث تركيّ. وكان المتكلّم عليه القاضي علاء الدين الأطروش، ففسد حاله، فقام صرغتمش في أمره حتى رمّم الكثير من أوقافه، وقام بمصالحه ومصالح الماضي (?).
[وفي] ذي حجّة كثر تردّد الناس إلى شيخو، وفتحت به أبواب السعي في الولايات بالرشوة، وتقرّر جماعة في عدّة جهات، وكثر الازدحام على باب شيخو جدّا، وزادت عظمته، وعدلت به أمور المملكة (?).
وفيها - أعني هذه السنة - فاض النيل لزيادته النادرة، فإنه بلغ عشرين إصبعا من عشرين ذراعا، وبلغ في فيضه إلى قنطرة قدادار، وغرقت كوم الريش، وأشرفت الحسينية على الغرق، وقال العلاء ابن الكورانيّ والي الشرطة، وقشتمر الحاجب في ذلك أشدّ القيام حتى سدّوا الماء بجسر عظيم عن الحسينية. وكانت المطرية، والأميرية، والمنية، وشبّرا، الجميع ملقة (?) واحدة قد عمّها الماء، متّصلة كلّها مع الضواحي بالنيل الأعظم، وغرق بسبب الزيادة الكثير من الدّور سقطت وتدرّست (?).